ملاك إبل في مناطق المملكة لم يقتنعوا حتى الآن بالعلاقة الغامضة الرابطة بين الإبل بفايروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، رغم تأكيدات وزارة الزراعة عن وجود علاقة قوية، بعد أن حددت بحوث وزارة الزراعة والبحوث العالمية أن 3% من الإبل مفرزة للفايروس.
ومع تأكيدات وزارة الزراعة، رفض الكثير من ملاك الإبل هذه النتائج، حيث اتفق عدد منهم على أن الوزارة اعتمدت على حمى الخمرة التي لم تستطع وزارة الزراعة حينذاك القضاء عليه والذي ظهر في عام 1994 في حي خمرة (جنوب جدة) وسمي بحمى الخمرة نسبة للحي حيث تناقضت البحوث واختلف المتخصصون في الأسباب الرئيسية للمرض.
وبعد 22 عاما، يعود حي الخمرة ليتصدر بيانات وزارة الزراعة في حظر تنقل الإبل من وإلى سوق المواشي على خلفية النتائج الإيجابية التي وردت من وزارة الصحة عن إصابة أحد الجزارين بمحافظة جدة بمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا ميرس).
وكشفت الدراسات ارتفاع أعداد الحيوانات المستأنسة بالمملكة بشكل مطرد، إذ إنه ووفقا لإحصاءات وزارة الزراعة لعام 2011 (حصلت «عكاظ» على نسخة منها)، فإن أعداد الإبل تتجاوز 237 ألف رأس، واعتمدت الوزارة على إحصاءات الإبل في المزارع أو الحيازات فيما كشفت ندوة واقع ومستقبل الإبل في السعودية ورعايتها واقتصاديات الإنتاج وتجارب مربيي الإبل في عام 2004 تجاوزها 831 ألف رأس سواء في البادية أو المزارع، وقدر ملاك الإبل حاليا الأعداد في 2016 بتجاوزها المليون رأس في عموم مناطق المملكة والتي تأتي في المرتبة الرابعة بين الدول العربية في أعداد الإبل بعد الصومال والسودان وموريتانيا.
ووفقا لوزارة الزراعة، فإن تعداد الإبل في الدول العربية بلغ أكثر من 14 مليون رأس، ويمثل 60 في المئة من الإجمالي العالمي الذي قدرته إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (الفاو) بنحو 25 مليون رأس، وترى المنظمة العالمية أن توزيع الإبل في الدول العربية غير منتظم حيث يوجد أكثر من نصفها (53%) في الصومال تليها السودان ثم موريتانيا.
ومن مكانة الإبل بالنسبة للملاك في مناطق المملكة، تفاجأ الملاك من تحذيرات وزارتي الصحة والزراعة في خمرة جدة في إيقاف تنقل الإبل والتحذير من مخالطتها بعدما كشفت تقارير طبية أن الإبل من الحيوانات الناقلة لفيروس كورونا إلى الإنسان، وكان التحذير بمثابة الكارثة التي وقعت على ملاك الإبل، سواء منتجو اللحوم للبيع أو منتجو سلالات مزايين الإبل.
وفي جولة ميدانية لـ«عكاظ» في سوق الإبل بمدينة حائل أحد أكبر أسواق الإبل في شمال المملكة، بدا انخفاض المبيعات في السوق واضحا وجليا، وقدر عاملون في السوق انخفاض المبيعات بنسبة 60%، مرجعين التراجع الحاد في حركة المبيعات إلى عزوف الملاحم عن شراء الإبل بعد الإجراءات الوقائية والصحية التي اتخذتها وزارة الزراعة خلال الفترة الماضية.
يقول فهد الشمري (تاجر مواشٍ) إن السوق حاليا شبه متوقف بعد التحذيرات الوزارية، «لكن عملية الركود لن تستمر طويلا فما حصل في خمرة جدة وإصابة الجزاز ليس جديدا فقد حصلت في الحي نفسه ما تسمى حمى الخمرة واتهمت الإبل والأغنام وكل الحيوانات في عام 1994 قبل 22 عاما».
ويضيف «اختلف المتخصصون في تشخيص ما حدث، وجميع ملاك الإبل حاليا مخالطون بشكل يومي للإبل ولم تظهر عليهم أي علامات للإصابة في المرض ولا يمكن ربط حالة واحدة في أعداد كبيرة من الإبل تتجاوز حاليا أكثر من مليون رأس في مناطق المملكة ولكن نحن حاليا ملتزمون في توجيهات وزارة الزراعة وحرصها الوقائي وتواجدها المستمر معنا في رفع التوعية».
وبحسب العاملين في السوق، فإن الأزمة الحالية لن تستمر طويلا ففي نهاية شهر أبريل الجاري «سيتحرك السوق بشكل قوي بعد اطمئنان الناس وتجار الملاحم على حركة طلب اللحوم وستعوض الملاك خسائر الأعلاف خلال الشهرين الماضيين».
ويرى عواد الشمري (أحد ملاك الإبل) أن المملكة تمتلك أجود سلالات الإبل في العالم، وهي «المجاهيم» ولونها أسود، وتنتشر في بادية نجد، والجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية، واصفا إياها بـ«كبيرة الحجم، قليلة الوبر، تنتج الكثير من الحليب، وتتحمل ظروف البيئة القاسية».ويستفيض الشمري في شرح باقي أنواع الإبل، فيصف «الوراك» الموجودة في غرب المملكة وجنوبها الغربي بـ«صغيرة الحجم، لا تدر حليبا كثيرا، لونها بين الأبيض والأحمر، تستخدم للتنقل غالبا، وتستخدم قديما لحمل الحطب»، فيما يوضح أن الخوار تنتج الحليب بشكل مكثف، ولونها رمادي غامق أو أحمر، فيما تظهر «الجودية» كبيرة الحجم، ووبرها غزير، مقاومة للأمراض، ولونها أحمر مائل إلى الداكن.
«كساد»: تشكل %15
من اللحوم في المنطقة
أظهرت دراسات المركز العربي للمناطق الجافة والأراضي القاحلة (كساد) التابع لجامعة الدول العربية عن الإبل في الوطن العربي، أن الأهمية النسبية للإبل تمثل 15% من مجموع الوحدات الحيوانية إذ أنها تساهم بـ9% من إنتاج اللحوم، و24% من إنتاج الحليب، و25% من إنتاج الوبر و59% من إنتاج الجلود.
ومع تأكيدات وزارة الزراعة، رفض الكثير من ملاك الإبل هذه النتائج، حيث اتفق عدد منهم على أن الوزارة اعتمدت على حمى الخمرة التي لم تستطع وزارة الزراعة حينذاك القضاء عليه والذي ظهر في عام 1994 في حي خمرة (جنوب جدة) وسمي بحمى الخمرة نسبة للحي حيث تناقضت البحوث واختلف المتخصصون في الأسباب الرئيسية للمرض.
وبعد 22 عاما، يعود حي الخمرة ليتصدر بيانات وزارة الزراعة في حظر تنقل الإبل من وإلى سوق المواشي على خلفية النتائج الإيجابية التي وردت من وزارة الصحة عن إصابة أحد الجزارين بمحافظة جدة بمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا ميرس).
وكشفت الدراسات ارتفاع أعداد الحيوانات المستأنسة بالمملكة بشكل مطرد، إذ إنه ووفقا لإحصاءات وزارة الزراعة لعام 2011 (حصلت «عكاظ» على نسخة منها)، فإن أعداد الإبل تتجاوز 237 ألف رأس، واعتمدت الوزارة على إحصاءات الإبل في المزارع أو الحيازات فيما كشفت ندوة واقع ومستقبل الإبل في السعودية ورعايتها واقتصاديات الإنتاج وتجارب مربيي الإبل في عام 2004 تجاوزها 831 ألف رأس سواء في البادية أو المزارع، وقدر ملاك الإبل حاليا الأعداد في 2016 بتجاوزها المليون رأس في عموم مناطق المملكة والتي تأتي في المرتبة الرابعة بين الدول العربية في أعداد الإبل بعد الصومال والسودان وموريتانيا.
ووفقا لوزارة الزراعة، فإن تعداد الإبل في الدول العربية بلغ أكثر من 14 مليون رأس، ويمثل 60 في المئة من الإجمالي العالمي الذي قدرته إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (الفاو) بنحو 25 مليون رأس، وترى المنظمة العالمية أن توزيع الإبل في الدول العربية غير منتظم حيث يوجد أكثر من نصفها (53%) في الصومال تليها السودان ثم موريتانيا.
ومن مكانة الإبل بالنسبة للملاك في مناطق المملكة، تفاجأ الملاك من تحذيرات وزارتي الصحة والزراعة في خمرة جدة في إيقاف تنقل الإبل والتحذير من مخالطتها بعدما كشفت تقارير طبية أن الإبل من الحيوانات الناقلة لفيروس كورونا إلى الإنسان، وكان التحذير بمثابة الكارثة التي وقعت على ملاك الإبل، سواء منتجو اللحوم للبيع أو منتجو سلالات مزايين الإبل.
وفي جولة ميدانية لـ«عكاظ» في سوق الإبل بمدينة حائل أحد أكبر أسواق الإبل في شمال المملكة، بدا انخفاض المبيعات في السوق واضحا وجليا، وقدر عاملون في السوق انخفاض المبيعات بنسبة 60%، مرجعين التراجع الحاد في حركة المبيعات إلى عزوف الملاحم عن شراء الإبل بعد الإجراءات الوقائية والصحية التي اتخذتها وزارة الزراعة خلال الفترة الماضية.
يقول فهد الشمري (تاجر مواشٍ) إن السوق حاليا شبه متوقف بعد التحذيرات الوزارية، «لكن عملية الركود لن تستمر طويلا فما حصل في خمرة جدة وإصابة الجزاز ليس جديدا فقد حصلت في الحي نفسه ما تسمى حمى الخمرة واتهمت الإبل والأغنام وكل الحيوانات في عام 1994 قبل 22 عاما».
ويضيف «اختلف المتخصصون في تشخيص ما حدث، وجميع ملاك الإبل حاليا مخالطون بشكل يومي للإبل ولم تظهر عليهم أي علامات للإصابة في المرض ولا يمكن ربط حالة واحدة في أعداد كبيرة من الإبل تتجاوز حاليا أكثر من مليون رأس في مناطق المملكة ولكن نحن حاليا ملتزمون في توجيهات وزارة الزراعة وحرصها الوقائي وتواجدها المستمر معنا في رفع التوعية».
وبحسب العاملين في السوق، فإن الأزمة الحالية لن تستمر طويلا ففي نهاية شهر أبريل الجاري «سيتحرك السوق بشكل قوي بعد اطمئنان الناس وتجار الملاحم على حركة طلب اللحوم وستعوض الملاك خسائر الأعلاف خلال الشهرين الماضيين».
ويرى عواد الشمري (أحد ملاك الإبل) أن المملكة تمتلك أجود سلالات الإبل في العالم، وهي «المجاهيم» ولونها أسود، وتنتشر في بادية نجد، والجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية، واصفا إياها بـ«كبيرة الحجم، قليلة الوبر، تنتج الكثير من الحليب، وتتحمل ظروف البيئة القاسية».ويستفيض الشمري في شرح باقي أنواع الإبل، فيصف «الوراك» الموجودة في غرب المملكة وجنوبها الغربي بـ«صغيرة الحجم، لا تدر حليبا كثيرا، لونها بين الأبيض والأحمر، تستخدم للتنقل غالبا، وتستخدم قديما لحمل الحطب»، فيما يوضح أن الخوار تنتج الحليب بشكل مكثف، ولونها رمادي غامق أو أحمر، فيما تظهر «الجودية» كبيرة الحجم، ووبرها غزير، مقاومة للأمراض، ولونها أحمر مائل إلى الداكن.
«كساد»: تشكل %15
من اللحوم في المنطقة
أظهرت دراسات المركز العربي للمناطق الجافة والأراضي القاحلة (كساد) التابع لجامعة الدول العربية عن الإبل في الوطن العربي، أن الأهمية النسبية للإبل تمثل 15% من مجموع الوحدات الحيوانية إذ أنها تساهم بـ9% من إنتاج اللحوم، و24% من إنتاج الحليب، و25% من إنتاج الوبر و59% من إنتاج الجلود.